في إطار الجهود الوطنية لتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية في المؤسسات العامة، افتتحت مديرية التربية والتعليم في جنين، بالتعاون مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة “أمان” ومؤسسة مجتمعات محلية، برنامجاً تدريبياً متقدماً يستهدف بناء قدرات موظفي وزارة التربية والتعليم في مجال إدارة مخاطر الفساد.
ويأتي هذا البرنامج ضمن المحور الثاني من الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في فلسطين، ويهدف إلى تحصين قطاع التعليم من الفساد من خلال رفع كفاءة العاملين وتزويدهم بالأدوات والمعارف اللازمة للوقاية والمساءلة.
افتتح البرنامج السيد معتصم زايد، المدير التنفيذي لمؤسسة مجتمعات محلية، مشيداً بالشراكة بين المؤسسات وأهمية البرنامج في دعم جهود الإصلاح وتعزيز الثقة في النظام التعليمي. كما قدم الأستاذ رائد ذيب، منسق التشبيك وبناء الشراكات في ائتلاف “أمان”، عرضاً للبرنامج التدريبي، مؤكداً على ضرورة تمكين الموظفين من أدوات الحماية المؤسسية ضد الفساد.
أدار الجلسات التدريبية الدكتور عبد الرحيم طه، وتوزعت على يومين مكثفين؛ حيث شمل اليوم الأول التعريف بمفاهيم الفساد وأشكاله، وخاصة الفساد القائم على النوع الاجتماعي، إلى جانب استعراض التشريعات الوطنية ذات الصلة وتقييم المخاطر في قطاع التعليم. وشارك في هذا اليوم موظفون من وحدات الجودة والإدارة والمالية ووحدات النوع الاجتماعي.

أما اليوم الثاني، فقد ركز على آليات الرقابة الداخلية الفعالة، والتعامل مع ممارسات الفساد المختلفة مثل الرشوة والابتزاز والاختلاس، بالإضافة إلى تحسين قدرة الموظفين على رصد وتقييم الإجراءات الوقائية، وتعزيز آليات التعامل مع الشكاوى، خاصة تلك المرتبطة بالنوع الاجتماعي.
وقد أُبرز خلال التدريب دور وحدة الشكاوى في تعزيز العدالة والشفافية، وأهمية مراعاة النوع الاجتماعي عند معالجة قضايا الفساد، بما يسهم في تحسين جودة التعليم وتحقيق المساواة.
في ختام البرنامج، أعرب المشاركون عن رضاهم وتقديرهم للمحتوى المقدم، مؤكدين أهمية استمرار هذه المبادرات كجزء من إصلاحات حقيقية لضمان خدمات تعليمية أكثر نزاهة وعدالة.